القدس والناصرة (استنهاض)
شعر: علي محمد العيسى
أقضّتْ مضاجعَنا وانبرت
ثقالُ الهموم بنا غادره
وصار الضنى عندنا مزمنا
فلا طب يدعى .. ولا ناهره
وعلتنا أننا لا نتوق
ولم نحي دنيا ولا آخره
نظن بأنا على ما يرام
وأسقامنا صخرة جائره
معالجة
الوضع كم أجهضت
كفرنا بها فاغتدت كافره
وتسرحُ.. تمرحُ أمراضنا
ولسنا نحس بها حاضره
عمى في عيون الذين (رأوا)
ويغشى النهى غفلة سافره
تزيد البلايا ولا نرعوي
وواقعها سطوة كاسره
ولم نعترف بوجود الغوى
وصولته لم تكن حاسره
وعوراتنا قد بدت للورى
وما عندنا سترة ساتره
ظننا الحضارة في درهم
فأمست حضارتنا خاسره
ولم نعط وزناً لأحرارنا
فحلت عبودية ظاهره
ولم نرجيلاً يشيد البنا
ولكن وجدنا قوى خائره
فأقوالنا صرخة في الفضا
وأفعالنا همة غائره
وأقلامنا أنهرٌ جاريةٌ
وأذهاننا رحم عاقره
ونطلب علماً بلا رغبة
فهل في الوظائف من شاغره
نعد العدو صديقًا لنا
ولو حل منه بنا فاقره
لماذا التعفن يحلو لنا
وننكر شم شذا العاطره
عبودية لم تكن لنقي
ولكنها لقوى عاهره
بأحشائنا لوعة هدهدت
بأوهام وعد بدت باهره
وأهدافنا لم تعد هادفة
وآمالنا كرة طائره
تفشى النفاق بأخلاقنا
فدارت على دورنا الدائره
* * *
فلسطين تشكو ولا من مجيب
فلا القدس هُزّت ولا الناصره
ظلام هنا وظلام هناك
أعد يا إلهي سنا القاهره
حطام هنا وحطام هناك
فأين أيادي العُلا الطاهره
أما أمة قد سمت واقتنت
بنور العقول يدًا ماهره
لتنقذ غرقى بلا مرفأ
وتبدو مطامحهم فاتره
لماذا ينام الإبا عندنا!
وعين الملاهي هي الساهره
ألا توق منا إلى جنة
ألا خوفُ من حفرة صاهره
ألا من وجوه بدت ناضرة
إلى ربها عينُها ناظره
جمادى
الأولى – جمادى الثانية 1430 هـ = مايو - يونيو 2009 م ، العدد : 5-6 ، السنة : 33